Please subscribe to our blog to get our latest update ------->>>>>

أنظر إلى وطني ولا أعرفه... في عجقة الانفجارات والتعصبات الدينية لم أعد ألمح وجهه الجميل، وجهه الذي اغرمت فيه ولأجله أقاوم كل يوم...

اليوم قام مجهولون بإلقاء قنبلةٍ على قهوةٍ شعبيةٍ في حيٍ من أحياء باب التبانة. أربعة جرحى سقطوا ضحية أناسٍ يعتقدون أنهم يملكون ألحق بالتحكم بحياة الأخرين وبحّد حريتهم... أربعة جرحى جريمتهم الوحيدة أنهم لم يصوموا، أنهم لم يستمعوا لتلك التحذيرات الحاقدة التي حاولت لأول مرةٍ من تاريخنا أن تقاتل الصائمين...

لن أتكلم الأن عن تلك القرارات البلدية التي حاولت أن تفرض الصوم على الموطنين، لن أتكلم عن دولةٍ غائبةٍ تعيش حالة غيبوبةٍ طويلة الأجل، لن أتكلم عن نوابٍ باعونا بدل المرة ألف مرة، لن أتكلم عن تطرفٍ غدى وجهاً يومياً لطرابلس، سأتكلم فقط عن رعبٍ بدأ يجتاحونا، عن خوفٍ من غدٍ ظننا بسذاجةٍ خبيثة اننا بعيدون عنه...

سأتكلم عن وطنٍ يتقاتل فيه المتطرفون، عن انفجاراتٍ تندلع بغير هدى، عن ابرياء يموتون، وأطفالٍ يتيتمون... سأتكلم عن وطنٍ نعيش فيه بالصدفة ونموت فيه بالصدفة... سأتكلم عن وطنٍ قتلناه بخيانتنا المتتالية، بانتمائنا لأدياننا بدل الانتماء له، عن وطنٍ ذنبه الوحيد أنه وطنٌ بدون شعب...
لبنان ينازع، يتخبط على فراش الانفجار، أنفاسه ضعيفة، ودقات قلبه بالكاد تسمع...

لبناننا سقط ضحية مرضٍ عضال اجتاح جسده المنهك ورماه قشةً في مهب الرياح... لبناننا ينازع ونحن امله الوحيد. لكننا فقدنا ثقته بنا، خسرناها يوم أشحنا أعيننا عنه وتركناه وحيداً... لبناننا يحتاجونا فهل نلبي النداء هذه المرة.

Rihab




Photo credits: LBC