Please subscribe to our blog to get our latest update ------->>>>>

"اضرب يا عباس" عبارةٌ أثارت الرأي العام اللبناني نهار السبت الفائت.
في الفيديو الذي انتشر ليلة أمس على مواقع التواصل الاجتماعية، يظهر عباس ع. طفل السنتين وهو يقوم بضرب خالد ن. طفلٍ سوري الجنسية يبلغ من العمر تسعة سنوات. عباس الطفل الصغير يعنف خالد بناءً على تحريضاتٍ من أشخاصٍ لا تظهر وجوههم في الفيديو.
هذه الحادثة التي تعد خرقاً جلياً لحقوق الإنسان وتظهر بشكلٍ جليٍ حجم العنف الذي يتم تلقينه للطفل عباس فتحت سجالاً طويلاً في اليومين الفائتين، فكان لهذه الجريمة أبعادٌ طائفية وعنصريه كادت أن تطيح بأهمية الجانب الإنساني لهذه القضية. اسئلةٌ كثيرةٌ طرحت البارحة، اسئلةٌ حان الوقت لنفكر فيها ونسعى لإيجاد اجوبتها.


 هل الشعب اللبناني شعبٌ عنصري؟
كان من الطبيعي طرح هذا السؤال بعد حادثة البارحة، فخالد الضحية صبيٌ سوري الجنسية.
فهل إقدام عائلةً لبنانية على ضرب صبيٍ سوري تجعل من الشعب اللبناني بأكمله شعباً عنصرياً حاقداً؟  
كلنا نعرف الإجابة، لا يحق لنا تعميم حالةٍ فردية على شعبٍ بأكمله.
لكن هذا لا يرفع عنا تهمة العنصرية. فمع عباس أو بدونه، نحن شعبٌ عنصريٌ بأغلبه ينظر نظرةً فوقيةً للأخرين.
عنصريتنا التي تظهر بأقصى اشكالها تجاه الشعب السوري، تعود لأسبابٍ سياسيةٍ تاريخية ولنزعات طويلةٍ، وهي عنصريةٌ نتشاركها نحن والشعب السوري على حد سواء ونزوح هذه الأعداد الهائلة من السورين إلى لبنان ساهم في تعزيزها.

هل لهذه الحادثة أي أبعاد دينية أو طائفية؟

لكنة المحرضين في الفيديو بالإضافة إلى اسمائهم كانت كافية لمعرفة طائفة العائلة. وفجأةً تحولت القضية إلى قضيةٍ دينيةٍ طائفية، فأخد البعض يتهجم على الطائفة الشيعية وظهرت تعليقاتٌ على الفسيبوك اظهرت حجم النزاع الطائفي البارد الذي نعيشه. فبدل أن نسعى لتدارك الخطء الكبير الذي أرتكب وجد البعض في هذه الحادثة منفذاً لتطرفه الدني.



ماذا عن مصداقية وسائلنا الإعلامية؟
فور انتشار الفيديو المذكور سارعت وسائل الإعلام كافة إلى نشر الخبر. ووفي سباقها المحموم على السكوب الاعلامي نسيت إحدى المحطات أن مصداقية الخبر يجب أن تكون المعيار الأساسي. فقامت الجديد online بنشر صورةٍ لرجلٍ على إنه والد عباس ليتبين فيما أبعد أنه ليس الوالد ولم تقدم الجديد أي تفسير أو اعتذار على الخطأ الكبير التي ارتكبته.
هذا الخطأ الذي حول رجلاً بريئاً إلى متهم، يعكس قلة المصداقية التي تتمتع بها وسائلنا الإعلامية، وإن كانت الجديد هي من وقعت هذه المرة في شرك السكوب هذا لا يعني أنها المحطة الوحيدة التي تقع في هكذا أخطا.



من الضحية؟
عباس وخالد طفلين صغيرين هما ضحية لعالمٍ من الكبار الحاقدين.
خالد الصبي الذي تعرض للضرب والتعنيف الجسدي وعباس الطفل الذي تعلم أن يكره وهو بعد لم يتجاوز الثانية من العمر هما الضحية الكبرى لمجتمعٍ مريض.
أي مستقبلٍ ينتظرهم؟ وإلى ماذا أو من سيتحول كلٌ منهما؟
غداً يوم يفجر انتحاري جديدٌ نفسه، لا تستغربوا ولا تسألوا كيف أقنعوه وبماذا وعدوه لكن اسألوا أنفسكم كيف نشأ ومن تحكم بطفولته ليصنع منه مجرماً وقتلاً!


 "أضرب يا عباس، ما تخاف، أضربه على بطنه، أضربه بيدك... برجلك، على وجهه يا عباس" ...
 أضربه يا عباس لنجعل منك أصغر مجرمٍ في العالم...
أضربه يا عباس كي نحولك الى قاتلٍ صغير...
 أضربه يا عباس كي تموت طفولتكما معاً...

Rihab