من عمق حاجتنا الى الفنّ الأصيل، اتى ألبوم هبة طوجي الجديد كشعاع نورٍ يتحدّى الفنّ الرديء ويقاوم مع قلائل المقاومين جحافل المغنّين المتعدّين، ليعيد الإعتبار للمستمع المشتاق للموسيقى الراقية، والأمل بالفنّ ،الفنّ الهادف الّذي يفيض عشقاً وشغفاً وإيماناً.
"يا حبيبي" يأخذكك إلى مساكن الحبّ والشّغف وأبعاد الوطن والقضيّة، فتتضارب بك المشاعر وتتصارع داخلك الأحاسيس . أتطرب لصوتٍ استثنائي ؟ أتفرح لحبٍّ جديد ؟ أتضحك على واقعٍ مرٍّ أم تتوجّع لحبٍّ انتهى ووطنٍ ضاع؟
يتضمّن الألبوم 16 أغنية تختلف في المواضيع وطريقة المقاربة في الّلحن والغناء، ما ساهم في خلق جوٍّ متنوّع محبّب إلى القلب. 
فلقد استطاع كلّ من هبة طوجي وأسامة الرّحباني مرّةً جديدةً أن يقدّما عملاً متكاملاً يلامس المثاليّة. فأتت كلّ نوتة بمكانها غناءً ولحناً، مكمّلةً الشعر والكلمات وخادمةً للفكرة المبتغاة. هبة بصوتها الرائع وأدائها القويّ وتقنيّتها السّلسة الغير مدّعية أبدعت، وأسامة بغزارة فكره وامتداد ثقافته أبدع أيضاً وأيضاً. أمّا الكبير منصور الرحباني فهو  الحاضر الدائم الذّي يعطي بشعره وروحه الثّقل الأهم لهذا العمل الذي استمعت له حتى الآن اكثر من خمسين مرة ولم أملّ. وكيف أملّ من كرم الفنّ اذا أكرم.
عبير