Please subscribe to our blog to get our latest update ------->>>>>

جارنا بطرس رجلٌ عجوز يسكن في الطابق السفلي للمبنى المقابل لمنزلنا. . ألقاه كل صباح في الطريق إلى المرأب، منغمساً بالإهتمام بنباتاته، يرد تحياتي دائماً بلطف و دعوةٍ إلى فنجان قهوة . يسكن منزله وحيداً فقد توفيت زوجته منذ سنين دون أن يرزقا بأولاد. كان يعمل في تصليح الأدوت الكهربائيه قبل أن تبدأ يداه بالإرتجاف ويشح نظره. لم أسمع يوماً أنه تعرض لأحدٍ ما بالأذية أو أنه دخل في عراكٍ مع أحد. الكل  في الحي يحبه ويحاول مساعدته قدر المستطاع.
منذ عدة أيام لاحظت تغيراً فيه، وكأنه كبر فجأةً. لم يرد تحيتي الصباحية ،وبقي في شروده ،حتى نباتاته تركها بدون عناية.
تكررت حالة العم بطرس في الأيام التالية، عندها تأكدت أن أمراً مهماً قد حصل وقلب مزاج هذا الرجل الطيب.
" عم بطرس، كيفك؟ بك شي صرلي يومين حاستك مش ع بعضك؟"
"لا يا بنتي ما في شي بس عتلان هم..."
"خير عمو"
"يا بنتي عم بقولو صار في قانون جديد للمستأجرين لقدام... معقول بعد كل هل عمر يشحطوني من بيتي..."
نظرت إليه ولم استطع كبت دمعتين نزلتا خلسةً... وتذكرت جدي ذلك العجوز الذي مات فقيراً ،هو الذي كان يملك مبنى لم يستطع يوماً اقتناءه بسبب المستأجرين أمثال العم بطرس. تذكرت والدي الذي أضّطر أن يدفع أجاراً طائلاً لسنين طويلة لأنه لم يستطع يوماً  دفع "الخلّو" لأي من مستأجرينا القدامى.
لم أعرف بما أجيبه، فللقصة وجهان ولكلٍ مأساته...


Credit :Georgie Jerzyna Pauwels