Saturday, September 6, 2014

جوليا بين التألق والسياسة!

Please subscribe to our blog to get our latest update ------->>>>>

ملكةً على عرش جمهورها هكذا وقفت جوليا البارحة على مسرح البلاتيا. حفلها الغنائي الذي استمر ما يقرب الساعتين تضمن أغاني ألبومها الجديد "حكاية وطن" بالإضافة إلى باقةٍ من اغانيها القديمة. الحفل الذي بدأ بعد حوالي ساعةٍ من التأخير انتهى قرابة منتصف 
الليل لترحل جوليا تاركةً خلفها جمهوراً لم يشبع من رقي صوتها وجمال ادائها.




لكل أغنيةٍ أدتها جوليا كان هناك موضوعٌ مختلف وفي كل مرة اختلفت الإضاءة والصور المعروضة على الشاشة لتنسجم مع كلمات الأغنية ورسالتها، الأمر الذي ساعد على ابهار الجمهور وإبقائه مأخوذاً حتى الدقيقة الأخيرة. ألقت جوليا "حكاية وطن"، "إنت ألطف"، "وقف يا زمان"، "أحبائي"، "لا بأحلامك"، "شي غريب"، " منحبك اه منحبك"، "ألحق سلاحي وأقاوم"، "يا ثوار الأرض"،" إنزع وجه الكذب عنك"، "طل وشرف"،" أنا بتنفس حريه"،” غابت شمس ألحق"، "أنا الثورة والغضب"، "يا زمن". أبدعت جوليا في كل اغانيها وكان من الصعب حقاً أن تصدق مدى كمال القائها. كان الاستماع لها مباشرةً يؤكد على مدى الموهبة التي تتمتع بها.




جمهور جوليا يحبها، ويتفاعل مع كل اغانيها على حد سواء لكن جمهور جوليا الذي لم يخذلها ليلة الأمس خذلني أنا!
 لطالما كانت جوليا مطربةً للوطن والقضية لطالما عكست في اغانيها اراءها السياسية وتطلعاتها ولم تخجل يوماً من التعبير عنهم ولطالما احترمتها لذلك. بالنسبة لي "الفن قضية" والفنان إنسانٌ ومواطن يحق له كما يحق لأي أحدٍ أخر أن يعبر عن آرائه السياسية لكن جمهور جوليا البارحة لم يكن يصفق لها حين غنت " إنت ألطف" جمهور جوليا كان يصفق ويبجل الرجل الذي نُسِبَت إليه الأغنية. كنت أنظر إليهم استمع إلى فرحهم وحماسهم وأدرك أن ما يربطهم بجوليا لا يشبه ما يربطني بها. لا أعرف إن كانت "إنت ألطف" موجهةً لشخصية سياسيةٍ حقاً لكن الجمهور ربط بين هذه الأغنية ومواقف جوليا السياسية وأغدق في حماسه حتى الثمالة. 

البارحة شعرت أن جوليا لم تعد مطربةً على مساحة وطن، ليلة البارحة أصبحت جوليا مطربةً لفئةٍ واحدةٍ، لرأيٍ واحد. البارحة حين ألقت جوليا "غابت شمس ألحق" و"أنا بتنفس حرية" سألت نفسي لماذا لم تعد جوليا تخصص في ألبوماتها مساحةً لجمهورها الآخر، لماذا لم تعد هموم الناس ومشاكلهم ترِد على لسانها. أغاني جوليا الأخيرة إما عن المقاومة وإما عن الحب، وكأن ما نعيش يختصر بهاتين الكلمتين. 

حفل البارحة كان جميلاً متكاملاً يعكس احتراف ومهنية جوليا وفرقتها الموسيقية ولم يعكره سوى قلة التنظيم الواضحة التي سبقت بدأ الحفل. فالقادمون لحضور الحفل عجزوا عن إيجاد أماكن لركن سياراتهم. لم يكن من اللطيف أبداً أن نخسر ساعةً من وقتنا وأن نصل متأخرين عن الحفل بسب سوء التنظيم. يقع مسرح البلاتيا في منطقةٍ سكنية ويحيطه عددٌ من المطاعم، كان على المنظمين أن يتحملوا مسؤولية اختيارهم للموقع وان يجدوا حلولاً تمنع التأخير الكبير الذي حصل.
Rihab Sebaaly 

No comments:

Post a Comment