Wednesday, July 16, 2014

وثيقة زفافٍ أم سجنٌ كبير؟؟؟

Please subscribe to our blog to get our latest update ------->>>>>

لم تكن تعرف رولا ما الذي ينتظرها يوم طرق جاد منزل والديها...

لم يكن عمرها قد تزاوج السادسة عشر وكانت عروساً برسم البيع. أخبروها أنه قدر أنوثتها أن تتربع على عرش منزل الزوجية، صّوروا لها حياتها الجديدة عالماً من السعادة، تكون فيه السلطانة الآمرة بشرطٍ وحيد، عليها ألا تنساه "أطيعي زوجك، كوني خادمةً له، استري عرضه... ولكِ الجنة."

كانت رولا صغيرةً، يوم دخل جاد عالمها... ويومها اعتقدت أنها على وشك أن تلتقط السعادة بيديها الصغيرتين... ويومها فرحت.  لم يعنيها أنها لم تعرف جاد قبل زواجها به، لم يعنيها أن رجلٌ يكبرها بعشرين عام. يومها لم تعرف بكم بيعت، وماذا فعل والدها بثمنها. 

وأتى يوم زفافها وعلت الأغاني. ارتدت رولا فستانها الأبيض الجميل، وضعوا الطرحة البيضاء عل رأسها ولف الخاتم الذهبي اصبعها الصغير، والكل هنأها فاليوم زفافها وهي العروس... 

وحان الوقت. ازدادت خفقات قلبها سرعةً، كانت تمشي نحو عريسها مطأطأة الرأس، لم تجرؤ حتى على رفع نظراتها لتلتقي عيونه...

عليها الأن أن توقّع وثيقة الزواج. 

كانت رولا تقف، وعقد زواجها أمامها. تمسك القلم بيدها، تحاول الابتسام عبثاً، تسعى جاهدةً لتستعيد أنفسها وتمنع يدها من الارتجاف. "هي اليوم ستصبح امرأة، وعليها التصرف كواحدة" هكذا ابلغتها أمها.

كان الكل يصغي ورجل الدين يتكلم بلا انقطاع، حين قررت رولا أن تقرأ ذلك العقد القابع أمامها.
ولم تصدق ما رأت، لم تستطيع أن تفهم إن كانت تلك الكلمات حقيقة أمامها أو انها قامت باختلاقها.

"هذا عقد قيران الفتاة رولا على الشاب جاد.
أنا الموقعة أدناه رولا م. اتعهد لزوجي جاد ب. بالتالي:
-اطاعة زوجي وعدم مخالفة أي من أوامره.
-السماح له باستباحة جسدي متى يشاء وبأي طريقة يريد.
-القبول بخيانات زوجي الجنسية وعدم التشكي منها.
-الموافقة على معاملتي كخادمة وإنسان أقل مرتبة.
-عدم مغادرة المنزل إلّا بموافقته.
-عدم المطالبة بالحصول على عمل (يحق للزوجة العمل فقط حين يجد الزوج ضرورة لذلك. وعليها القبول بأي عمل يختاره لها زوجها)
-التغاضي عن أي عنف جسدي قد يطالني."

بين تلك الكلمات تاهت رولا، وسمعت الكل ينطق باسمها، رفعت نظرتها نحو جاد، واخافتها ابتسامته. أرعبها هيكله الكبير وأدركت أن الكل قد تأمر عليها اليوم...
أدركت أنها وقعت في بين براثين الوحش وأنه ما من خلاص. 



Rihab





No comments:

Post a Comment